الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين وبعد،، أن يحتفل النصارى بالألفية الثالثة ويبرزونها لديهم كحدث ديني عقدي ويسخرون الإمكانات الهائلة ويصرفون المبالغ الطائلة
ويتخذون الإعلام الواسع لخدمة أهدافهم فهذا أمر واضح جلي بل قد تجاوز الحد، لكن أن يسيطر الأمر على أهل الإسلام ويأكلون ويشربون عليه ويتسابق الجميع للإحتفاء به فهذا أمر خطير وباب شر مستطير.
وهي أوضح مظاهر التبعية والإنهزام النفسي، فلقد تصدت وسائل الإعلام لإبرازه، وتبارى الكتاب في الحديث عنه، وأخذت الإستعدادات تغزو عواصم العالم الإسلامي ومدنهم وقراهم وبيوتهم! في مقابل كل ذلك ما هو نصيب الأحداث الإسلامية التي يمزق فيها المسلمون ويشردون ويقتلون!
وأمر الألفية يرتب له بعناية لرفع شأن النصرانية وإظهار قوتها وإبراز رموزها، مع ما يصاحب تلك الإحتفالات من شرب للخمور وانحلال في الأخلاق وظهور للصور المحرمة! وكم من طفل مسلم ـ مع الأسف ـ سوف نراه يحمل شعارات وكلمات وحركات الألفية! وكم من رجل عاقل فطن سوف يضيع الصلاة لمشاهدة تلك الإحتفالات! وكم من أم سيغمرها الفرح والسرور في أعيادهم.. ويمر عليها عيدي الفطر والأضحى وهي لا تقيم لهما شأن. ومع الأسف أن الألفية توافق شهرًا عظيمًا وموسم عبادة.. صيام وقيام وصدقة وإنفاق، ولعل وسائل الإعلام لدينا تقوم بواجبها نحو الفساد والشر المتوقع حدوثه، وبهذه المانسبة نهيب بالجميع للتركيز على أمر العقيدة وإبراز حقيقة النصرانية المحرفة وكفر من يعتنقها، وتناقضها ومنافاتها للعقل السليم، فضلًا عن كونها ديانة منسوخة، وكذلك توضيح حكم الإحتفال بأعياد النصارى وحضور ومشاهدة هذه الإحتفالات أيضًا في القنوات الفضائية وأعيادهم، فهي أعياد مضلة كما قال ابن تيمية: (وأما أعياد المشركين فجمعت الشبهة والشهوة!). فكم من شهوة ستغرس وكم من شبهة ستثار باسم تلك الإحتفالات والمهرجانات، وللأخ المسلم والأخت المسلمة فتوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين وفضيلة الشيخ عبدالله بن جبرين وبيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والافتاء عن حكم الإحتفال بحلول العام 2000 الإفرنجي.
فتوى فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين:
س: يستعد العالم في هذه الأيام القادمة لإستقبال "الألفية الثالثة" وتطالعنا الصحف بهذا الموضوع بشكل مكثف والسؤال: ما حكم الشرع في نظركم عن هذا الأمر؟ وكيف يستعد المسلمون لإستقبال الألفية الجديدة؟
الجواب: لا ينبغي للمسلمين أن يعبأوا بهذا الأمر ولا أن يرفعوا له رأسًا لأنه لا علاقة لهم به، فتأريخ المسلمين هو التاريخ الهجري المبني على مناسبة من أفضل المناسبات بل هي أليق المناسبات ببدء التاريخ الإسلامي. لأنه تاريخ يذكرهم بابتداء عزهم وإنشاء دولتهم وقوة سلطانهم.
وأما ما يروجه بعض الناس مما سيكون فكله تخرّص ليس له أصل من شرع ولا عقل ولا محسوس، اللهم ما كان من صنعهم مما صنعوه هم وجلسوا له أمدًا ينتهي إليه.
أما علم الغيب فهو لله وحده قال الله تعالى: قُل لَّا يَعْلَمُ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ الْغَيْبَ إِلَّا اللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65].
أسأل الله تعالى أن يرزقنا العزة بإيماننا والنصر على أعدائنا إنه جوّاد كريم.
كتبه محمد بن صالح العثيمين في 7 8 1420 هـ
فتوى فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين
س: سوف يحتفل العالم بعد أشهر بما يسمى الألفية الثالثة بمناسبة دخول عام 2000 للميلاد. فما حكم الشرع فيما يفعله بعض المسلمين بالمشاركة في هذا الإحتفال ولو من باب المجاملة للنصارى؟ أفيدونا مأجورين.
الجواب: لا يجوز الإحتفال بأعياد الكفار ولو على وجه المجاملة لأنها أعياد مبتدعة ما أنزل الله بها من سلطان، فلا أصل لها في الكتب السماوية ولا في الشرائع الإلهية، وإنما هي من محدثات النصارى الذين شرعوا من الدين ما لم يأذن به الله.
ولا شك أن مشاركتهم في هذا الإحتفال أو في غيره يعتبر إقرارًا لهذه المحدثات وتعظيمًا لهؤلاء المبتدعة، فعلى هذا يحرم على المسلمين تعظيم هذه الأعياد وتهنئة أهلها وإظهار شيء من الفرح والسرور بها ما يعدّ إقرار لتلك البدع، بل المسلمون يعتبرونها كسائر أيام السنة وإنما يحتفلون بالأعياد الشرعية الإسلامية وبما شرع فيها من الصلاة والعبادات. والله أعلم.
بيان من اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم الإحتفال بحلول عام 2000 الإفرنجي وما يتعلق به من أمور
الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده.. وبعد:
فقد اطلعت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء على ما ورد إلى سماحة المفتي العام من عدد من المستفتين والمحالة استفتاءاتهم إلى اللجنة والأمانة العامة لهيئة كبار العلماء عن حكم الإهتمام بالألفية الإفرنجية والإحتفال بها وغير ذلك من الأمور المتعلقة بها. نكتفي بذكر سؤالين منها:
في إحداها يقول السائل: (نرى في هذه الأيام ما تبثه وسائل الإعلام من رصد الأحداث والإجراءات بمناسبة حلول عام 2000 الميلادي وبداية الألفية الثالثة والكفار من اليهود والنصارى وغيرهم يبتهجون بذلك ويعلقون على هذه المناسبة آمالًا، والسؤال يا سماحة الشيخ: أن بعض من ينتسب للإسلام صاروا يهتمون بذلك ويعدونها مناسبة سعيدة فيربطون زواجهم وأعمالهم بها أو يقومون بوضع دعاية لتلك المناسبة على محلاتهم أو شركاتهم وغير ذلك مما يسوء المسلم فيما حكم الشرع في تعظيم هذه المناسبة والإحتفاء بها وتبادل التهاني من أجلها شفهيًا أو يطبع البطاقات.. إلخ. وجزاكم الله عن الإسلام والمسلمين خير الجزاء).
وجاء في سؤال آخر: (يستعد اليهود والنصارى لحلول عام 2000 حسب تاريخهم، بشكل غير عادي لترويج خططهم ومعتقداتهم في العالم وبالأخص بالدول الإسلامية.
وقد تأثر بعض المسلمين بهذه الدعاية فأخذوا يعدون لها العدة ومنهم من أعلن عن تخفيض على بضاعته بهذه المناسبة، ويخشى أن يتطور الأمر إلى عقيدة المسلمين في موالاتهم لغير المسلمين.
نأمل بيان حكم مجارات المسلمين للكفار في مناسباتهم والدعاية لها والإحتفال بها وحكم تعطيل الأعمال في بعض المؤسسات والشركات بهذه المانسبة.
هل فعل شيء من هذه الأمور وما شابهها، أو الرضى بها يؤثر على عقيدة المسلم).
وبعد دراسة اللجنة للأسئلة المذكورة أجابت بما يلي:
إن أعظم نعمة أنعم الله بها على عباده هي نعمة الإسلام والهداية إلى صراطه المستقيم، ومن رحمته سبحانه أن فرض على عباده المؤمنين أن يسألوه هدايته في صلواتهم، فيسئلوه حصول الهداية للصراط المستقيم والثبات عليها، ووصف سبحانه هذا الصراط بأنه صراط الذين أنعم الله عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين وليس صراط المنحرفين عنه من اليهود والنصارى وسائر الكفرة والمشركين.
إذا عُلم هذا: فالواجب على المسلم معرفة قدر نعمة الله عليه فيقوم بشكر الله سبحانه قولًا وعملًا واعتقادًا وعليه أن يحرس هذه النعمة ويحوطها ويعمل الأسباب التي تحفظها من الزوال.
وإن الناظر من أهل البصيرة في دين الله في عالم اليوم الذين إلتبس فيه الحق بالباطل على كثير من الناس ليرى بوضوح جهود أعداء الإسلام في طمس حقائقه، وإطفاء نوره، ومحاولة إبعاد المسلمين عنه، وقطع صلتهم به، بكل وسيلة ممكنة، فضلًا عن تشويه صورته، وإلصاق التهم والأكاذيب به لصد البشر جميعًا عن سبيل الله والإيمان بما أنزله على رسوله محمد بن عبدالله ومصداق ذلك في قوله تعالى: وَدَّ كَثِيرٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يَرُدُّونَكُم مِّن بَعْدِ إِيمَانِكُمْ كُفَّارًا حَسَدًا مِّنْ عِندِ أَنفُسِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْحَقُّ [البقرة: 109].
وقوله سبحانه: وَدَّت طَّآئِفَةٌ مِّنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَوْ يُضِلُّونَكُمْ وَمَا يُضِلُّونَ إِلاَّ أَنفُسَهُمْ وَمَا يَشْعُرُونَ [آل عمران: 69].
وقوله عز وجل: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوَاْ إِن تُطِيعُواْ الَّذِينَ كَفَرُواْ يَرُدُّوكُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ فَتَنقَلِبُواْ خَاسِرِينَ [آل عمران: 149].
وقوله عز وجل: قُلْ يَا أَهْلَ الْكِتَابِ لِمَ تَصُدُّونَ عَن سَبِيلِ اللّهِ مَنْ آمَنَ تَبْغُونَهَا عِوَجًا وَأَنتُمْ شُهَدَاء وَمَا اللّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا تَعْمَلُونَ [آل عمران: 99].
وغيرها من الآيات. ولكن ومع ذلك كله فالله عز وجل وعد بحفظ دينه وكتابه فقال جلا وعلا: إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ [الحجر:9] فالحمد لله كثيرًا وأخبر النبي أنه لا تزال طائفة من أمته على الحق ظاهرين لا يضرهم من خذلهم ولا من خالفهم حتى تقوم الساعة. فالحمد لله كثيرًا. ونسأله سبحانه وهو القريب المجيب أن يجعلنا وإخواننا المسلمين منهم إنه جود كريم.
هذا واللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء وهي تسمع وترى الإستعداد الكبير والإهتمام البالغ من طوائف اليهود والنصارى ومن تأثر بهم من ينتسب للإسلام بمناسبة تمام عام ألفين واستقبال الألفية الثالثة بالحساب الإفرنجي لا يسعها إلا النصح والبيان لعموم المسلمين عن حقيقة هذه المناسبة. وحكم الشرع المطهر فيها ليكون المسلمون على بصيرة من دينهم ويحذروا من الإنحراف إلى ضلالات المغضوب عليهم والضالين.
فنقول:
أولًا: إن اليهود والنصارى يعلقون على هذه الألفية أحداثًا وآلامًا وآمالًا يجزمون بتحقيقها أو يكادون لأنها ناتجة عن بحوث ودراسات كما زعموا، كما يربطون بعضًا من قضايا عقائدهم بهذه الألفية زاعمين أنها مما جاءت في كتبهم المحرفة.. والواجب على المسلم ألا يلتفت إليها ولا يركن إليها، بل يستغني بكتاب ربه سبحانه وسنة نبيه عما سواهما. وأما النظرات والآراء المخالفة لهما فلا تعدو كونها وهمًا.
ثانيًا: لا تخلو هذه المناسبة وأشباهها من لبس الحق بالباطل، والدعوة إلى الكفر والضلال والإباحية والإلحاد، وظهور ما هو منكر شرعًا من ذلك: الدعوة إلى وحدة الأديان، وتسوية الإسلام بغيره من الملل والنحل الباطلة، والتبرك بالصليب، وإظهار شعائر الكفر النصرانية واليهودية ونحو ذاك من الأفعال والأقوال التي تتضمن: وإما كون الشريعة النصرانية واليهودية المبدلتين المنسوختين موصلة إلى الله، وأما استحسان بعض ما فيهما مما يخالف دين الإسلام أو غير ذلك مما هو كفر بالله وبرسوله وبالإسلام بإجماع الأمة، هذا فضلًا عن كونه وسيلة من وسائل تغريب المسلمين عن دينهم.
ثالثًا: استفاضت الأدلة من الكتاب والسنة والآثار الصحيحة في النهي عن مشابهة الكفار فيما هو من خصائصهم ومن ذلك مشابهتهم في أعيادهم واحتفالاتهم بها، والعيد: إسم جنس يدخل فيه كل يوم يعود ويتكرر يعظمه الكفار أو مكان للكفار لهم فيه اجتماع ديني، وكل عمل يحدثونه في هذه الأمكنة والأزمنة فهو من أعيادهم. فليس النهي عن خصوص أعيادهم، بل كل ما يعظمونه من الأوقات والأمكنة التي لا أصل لها في دين الإسلام.
وما يحدثونه فيها من الأعمال يدخل في ذلك وكذلك ما قبله وما بعده من الأيام التي هي كالحريم له كما نبه على ذلك شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله تعالى.
ومما جاء في النهي عن خصوص المشابهة في الأعياد قوله تعالى: وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ [الفرقان:72]. في ذكر صفات عباد الله المؤمنين. فقد فسرها جماعة من السلف كابن سيرين ومجاهد والربيع بن أنس: بأن الزور هو أعياد الكفار. وثبت عن أنس بن مالك أنه قال: قدم رسول الله المدينة ولهم يومان يلعبون فيهما فقال: {ما هذان اليومان؟} قالوا: (كنا نلعب فيهما في الجاهلية)، فقال رسول الله: {إن الله قد أبدلكم بهما خيرًا منهما: يوم الأضحى ويوم الفطر}. [أخرجه الإمام أحمد وأبو داود والنسائي بسند صحيح].
وصح عن ثابت بن الضحاك أنه قال: نذر رجل على عهد رسول الله أن ينحر إبلًا ببوانة، فقال النبي: {هلا كان فيهما وثن من أوثان الجاهلية يعبد؟} قالوا: لا. قال: {فهل كان فيهما عيد من أعيادهم؟} قالوا: لا. قال رسول الله: {أوف بنذرك، فإنه لا وفاء لنذر في معصية الله، ولا فيما يملك ابن آدم} [أخرجه أبو داود بإسناد صحيح].
وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه: (لا تدخلوا على المشركين في كنائسهم يوم عيدهم فإن السخطة تتنزل عليهم). وقال أيضًا: (اجتنبوا أعداء الله في عيدهم).
وعن عبدالله بن عمرو بن العاص رضي الله عنهما قال: من بنى ببلاد الأعاجم فصنع نيروزهم ومهرجانهم وتشبه بهم حتى يموت وهو كذلك حشر معهم يوم القيامة.
رابعًا: وينهى أيضًا عن أعياد الكفار لاعتبارات كثيرة منها:
1 - أن مشابهتهم في بعض أعيادهم يوجب سرور قلوبهم وإنشراح صدورهم بما هم عليه من الباطل.
2 - والمشابهة والمشاكلة في الأمور الظاهرة توجب مشابهة ومشاكلة في الأمور الباطنة من العقائد الفاسدة على وجه المسارقة والتدرج الخفي.
3 - ومن أعظم المفاسد أيضًا الحاصلة من ذلك: أن مشابهة الكفار في الظاهر تورث نوع من مودة ومحبة وموالاة في الباطن، والمحبة والموالاة لهم تنافي الإيمان كما قال تعالى: يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ تَتَّخِذُواْ الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاء بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاء بَعْضٍ وَمَن يَتَوَلَّهُم مِّنكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللّهَ لاَ يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ [المائدة:51]. وقال سبحانه: لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ [المجادلة:22].
خامسًا: بناء على ما تقدم فلا يجوز لمسلم يؤمن بالله ربًا وبالإسلام دينًا وبمحمد نبيًا ورسولًا أن يقيم إحتفالات لأعياد لا أصل لها في دين الإسلام ومنها الألفية المزعومة، ولا يجوز أيضًا حضورها ولا المشاركة فيها ولا الإعانة عليها بأي شيء كان، لأنها إثم ومجاوزة لحدود الله والله تعالى يقول: وَتَعَاوَنُواْ عَلَى الْبرِّ وَالتَّقْوَى وَلاَ تَعَاوَنُواْ عَلَى الإِثْمِ وَالْعُدْوَانِ [المائدة:2].
سادسًا: لا يجوز لمسلم التعاون مع الكفار بأي وجه من وجوه التعاون في أعيادهم ومن ذلك: إشهار أعيادهم وإعلانها، ومنها الألفية المذكورة ولا الدعوة إليها بأية وسيلة سواء كانت الدعوة عن طريق وسائل الإعلام، أو نصب الساعات واللوحات الرقمية، أو صناعة الملابس والأغراض التذكارية، أو طبع البطاقات والكراسات المدرسية، أو عمل التخفيضات التجارية والجوائز المادية من أجلها أو الأنشطة الرياضية أو نشر شعار خاص بها.
سابعًا: لا يجوز لمسلم اعتبار أعياد الكفار ومنها الألفية المذكورة ونحوها مناسبات سعيدة وأوقاتًا مباركة فتعطل فيها الأعمال وتجري فيها عقود الزواج أو ابتداء الأعمال التجارية أو افتتاح المشاريع وغيرها، ولا يجوز أن يعتقد في هذه الأيام ميزة على غيرها، لأن هذه الأيام كغيرها من الأيام ولأن هذا من الإعتقاد الفاسد الذي لا يغير من حقيقتها شيئًا، بل إن هذا الإعتقاد فيها هو إثم على إثم نسأل الله العافية والسلامة.
ثامنًا: لا يجوز لمسلم التهنئة بأعياد الكفار، لأن ذلك نوع رضي بما هم عليه من الباطل وإدخال السرور عليهم، قال ابن القيم رحمه الله تعالى: (وأما التهنئة بشعائر الكفار المختصة به فحرام بالإتفاق، مثل أن يهنئهم بأعيادهم وصومهم فيقول: عيد مبارك عليك، أو تهنأ بهذا العيد ونحوه، فهذا إن سلم قائله من الكفر فهو من المحرمات، وهو بمنزلة أن يهنئه بسجوده للصليب، بل ذلك أعظم إثمًا عند الله وأشد مقتًا من التهنئة بشرب الخمر وقتل النفس وارتكاب الفرج الحرام ونحوه. وكثير من لا قدر للدين عنده يقع في ذلك ولا يدري قبح ما فعل، فمن هنأ عبدًا بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرض لمقت الله وسخطه). أ هـ.
تاسعًا: شرف للمسلمين إلتزامهم بتاريخ هجرة نبيهم محمد الذي أجمع عليه الصحابة رضي الله عنهم وأرخوا به بدون إحتفال وتوارثه المسلمون من بعدهم منذ أربعة عشر قرنًا إلى يومنا هذا، لذا فلا يجوز لمسلم التولي عن التاريخ الهجري والأخذ بغيره من تواريخ أمم الأرض كالتاريخ الميلادي فإنه من استبدال الذي هو أدنى بالذي هو خير هذا ونوصي جميع إخواننا المسلمين بتقوى الله حق التقوى وبالعمل بطاعته والبعد عن معاصيه، والتواصي بذلك والصبر عليه.
وليجتهد كل مؤمن ناصح لنفسه حريص على نجاتها من غضب الله ولعنته في الدنيا والآخرة في تحقيق العلم والإيمان وليتخذ الله هاديًا ونصيرًا وحاكمًا ووليًا، فإنه نعم المولى ونعم النصير، وكفى بربك هاديًا ونصيرًا وليدع بدعاء النبي: اللهم رب جبريل وميكائل وإسرافيل، فاطر السموات والأرض، عالم الغيب والشهادة، أنت تحكم بين عبادك فيما كانوا فيه يختلفون، إهدني لما اختلف فيه من الحق بإذنك إنك تهدي من تشاء إلى صراط مستقيم. والحمد لله رب العالمين.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.. اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء
أخي المسلم.. أختي المسلمة:
ندعو الله عز وجل أن يثبتنا على دينه حتى نلقاه، وأن يكفينا شر الفتن ما ظهر منها وما بطن، وأن يحينا على التوحيد سعداء وأن يمتنا على التوحيد شهداء، ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب، اللهم أصلح بناتنا وذرياتنا، ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إمامًا. وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه.
المصدر: موقع كلمات